Sunday, December 6, 2009

رجل التيرام فى مسرح الحياة

خرجت من الكلية كعادتى متجهة الى محطة التيرام نظرت الى المحطة فأذا ببضع أفراد يتواجدون فيها، جلست اتصفح مسرحية كانت بيدى ثم بدأت القرآة لكنى لاحظته
:هو فى سن الستين يرتدى جلبابا و طاقية، قصير القامة ولكن الى حد قليل،ممتلئ بعض الشئ ،يحمل بيدة حقيبة بلاستيكية يمكنك ان تعرف ما بها ،تظهر عليه البساطة و الزمن الجميل نزل من سيارة(شاحنة) ثم جاء الى المحطة و جلس على مقربة منى وجلس ينظر الى كل المحيطين عدت من جديد الى قراءة المسرحية التى بيدي
وجدتها كعادتها تأتى لتنتقد كل شئ:
وجدتها تعبر و تقول:" ما هذا النفاق! لا يمكن أن يكون النفاق مبالغ فيه بهذا الشكل ...لا يمكن. كيف يمكن لكاتب ان يظهر كل هذا الكم من النفاق؟ كيف يمكن ان يفقد قرائة بسرعة بسبب مثل هذا النفاق؟ كيف؟
فقلت له "المهم،دعنى أكمل أيها الشئ الكائن بداخلى يحدثني دوما و ينتقد كل ما حولى. من فضلك دعنى أكمل القرأة ولا تقاطعنى ثانية حتى اكمل للنهاية. "و
بدأت أكمل القرأة، فعاد من جديد"لايمكن كيف هذا النفاق كله؟أنه بذلك ينكر فكر اى انسان. كيف ينسب هذة الافكار الى فرد بعينة و يتغاضى عن الباقى ان هناك متخصصين ورواد فى هذا المجال. كيف تسول له نفسة ان ينسب هذة الافكار الى فرد واحد لمجرد كونه صاحب سلطة وقوة او لمجرد انه يتولى مسئولية الجميع!" فعدت من جديد و قلت له:"من فضلك،دعك من هذا، ودعنى أكمل". 
و بدأت من جديد
وبعد ان أكملت تلك المقدمة التى أصفها بمقدمة النفاق ،أنتقلت الى أحداث المسرحية و مؤلفها و حياته و أهم أعماله و غيرها في أثناء ذلك جاء التيرام-زقزوقة- وهو تيرام قديم جدا رغم انه خاص بمناطق مصر الجديدة و مدينة نصر
فأذا بهذا الرجل"يحمل حقيبتة مسرعا و يتجة نحوى قائلا ابتعدى بسرعة افسحى الطريق 
تعجبت من أمر الرجل. لما كل هذا الرعب من تلك الالة التى تحمل الافراد لتوصيلهم الى حيث يشاءون "حيث فر الرجل عندما راى التيرام وكأنما رأى عفريتا
استقليت التيرام وجلست على كرسى بجانب الشباك و تسائلت بداخلى "ترى لماذا فر هذا الرجل عندما رآى التيرام قادما؟ ترى هل يخافة حقا ام ماذا فأن كان يخافه فلماذا لم يخف السيارة التى أتى منها ؟ بدت بداخلى خواطر غريبة تحاول تفسير هذا الموقف
بدأ التيرام فى التحرك و كأنه يبعث بذبذبات متتالية او كأنك تلهو فى ملاهى الاطفال حيث الاهتزازات العنيفة و التمايلات الشديدة و التقاذف كل هذا و عينى تكمل النظر الى هذا الرجل تحاول ايجاد تفسير منطقى لتقنع به العقل و لكنها فشلت
عاد الرجل و جلس من جديد و بدأ ينظر الى التيرام بدهشة تملؤها الخوف و ينظر الى من بداخلة باستغراب
ظلت عيني تحملق بالرجل حتى اختفى عن الانظار 
فعدت من جديد لقراة المسرحية و التى جعلتنى ابتسم ابتسامة جذبت من حولي
الحقيقة انها لم تكن السبب فى هذة الابتسامة و لكنها الحياة التى هى فى الواقع دراما كبيرة او مسرحية كبيرة يتقن كل فرد فيها دوره ياتقان شديد 

1 comment:

  1. كلمات رائعه حقاً .
    أولا:
    دعينى اعبر عن اعجابي الشديد
    بطلاقتك اللغويه الواضحه فى اللغه العربيه ايضاً لتصبح اللغه الثانيه المكتشفه من جانبي هنا فيما تتحدثين به بهذه الطريقه البلاغيه الرائعه
    ثانياً : تعليقاً على قصتك الرائعه التى احسستها أكثر من قصه فى أن واحد
    فبالفعل
    "ما الحياه الا مسرح كبير"
    كلنا عليه نؤدى أدوارنا ونقابل فى مسرحنا هذا من سيكون له الدور الابرز فى حياتنا ومن يقوم بدور الكومبارس
    فيمكننا القول بأن الاحداث اليوميه ما هى الا مشاهد فى تلك المسرحيه الأبديه ,, والتى علينا جميعا ان ننتقى من يشاركنا فيها بحذر
    " وهو الأمر الاصعب"
    اما فيما يخص التيرام : فهو رمز من رموز كليه تربيه فى مخيلتى واتذكر به وحين ركوبه فى اى مكان كان كل ذكريات وجودي بالكليه
    ومعك حق فى التشبيهات التى ذكرتيه بها هههههه
    فقد كان بمثابه الملاهى الغير مدفوعه بالنسبه لنا

    احييكى مره أخري على قصتك الرائعه
    مصطفى عصام

    ReplyDelete